مرض السل عند القطط؛ تعرّف على أهم الأعراض وطرق العلاج

مرض السل عند القطط هو مرض بكتيري معدي ينتشر سريعا عن طريق الجهاز اللمفاوي والدورة الدموية ليصيب مختلف أعضاء الجسم. تعرف على أعراض وطرق علاج مرض السل عند القطط.

مرض السل عند القطط (Tuberculosis in cats)

مرض السل عند القطط (Tuberculosis in Cats) ويسمى كذلك الدرن؛ هو عدوى بكتيرية تؤدي إلى تكوّن عقيدات مستديرة وملتهبة تعرف باسم الدرنات، وهو أكثر شيوعًا بين البشر من الحيوانات. تعرّف على أهم أعراض وطرق علاج السل في القطط.


ما هو مرض السل عند القطط؟

ينجم مرض السل عند القطط غالبًا عن بكتيريا المتفطرة البقرية (Mycobacterium bovis)، وهي تصيب الماشية ومجموعة واسعة من الحيوانات بما في ذلك الغزلان والقوارض والكلاب. قد تصاب القطط عن طريق تناول حليب الأبقار المصابة غير المبستر، أو ملامسة الحيوانات الأخرى المصابة أو البيئة التي تنتشر فيها البكتيريا.

يمكن أن تصيب المتفطرات الأخرى المؤدية إلى مرض السل القطط أيضًا، مثل (M.microti) وهي نوع من بكتيريا المتفطرة يصيب بشكل أساسي القوارض كالفئران، وهي سبب رئيسي لمرض السل لدى القطط التي تقتات على الصيد.

في البشر، تسبب بكتيريا المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis) غالبية حالات السل، ومن النادر أن يصيب هذا النوع من المتفطرة الثدييات الأخرى، وتعد القطط من الحيوانات التي لديها مقاومة طبيعية لهذا النوع، لذا فإنها نادرًا ما تُصاب بالعدوى. ولكن يمكن أن يصاب البشر أيضًا بالسل من المتفطرة البقريّة (Mycobacterium bovis).

أعراض مرض السل عند القطط

تعتمد أعراض مرض السل عند القطط على مكان الإصابة في الجسم. إذا أصابت العدوى عدة مناطق في الجسم، فإن أهم 10 أعراض يجب مراقبتها هي كما يلي:

  • ضعف وخمول.
  • فقدان الشهية.
  • جفاف.
  • زيادة العطش وكثرة التبول.
  • حُمى.
  • سعال رطب (قد يكون دمويا).
  • صعوبة التنفس.
  • القيء والإسهال.
  • اليرقان.
  • الآفات الجلدية.

إذا أُصيب القط بالمرض عن طريق تناول الطعام الملوث (مثل تناول القوارض المصابة أو شرب الحليب غير المبستر الملوث بالبكتيريا)، فعادة ما تتكون في الأمعاء أورام حبيبية التهابية تؤدي إلى الأعراض التالية:

  • الإسهال.
  • القيء.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.

ومع ذلك، من المحتمل أن تحدث العدوى عن طريق الجلد (الجروح أثناء الصيد أو ملامسة الجروح للبيئة الملوثة)، وقد تتمثل العلامات الأولية في تقرحات و/أو عقيدات غير قابلة للشفاء (تورمات صلبة صغيرة) في الجلد، وأيضًا تضخم الغدد اللمفاوية (في بعض الأحيان يكون تضخم الغدد اللمفاوية العلامة الوحيدة).

مع تقدم المرض، قد تنتشر العدوى إلى مكان آخر في الجسم، مثل الرئتين، وتؤدي إلى الأعراض التالية:

  • السعال.
  • صعوبة التنفس.
  • الخمول.
  • فقدان الوزن.

يشيع مرض السل بشكل رئيسي عند ذكور القطط البالغة التي تنشط في الصيد، وبما أن العدوى تنتقل غالبًا من خلال الجروح التي تتم أثناء الصيد، فغالبًا ما تُرى الآفات الجلدية الأولية حول الرأس والوجه أو على الأطراف، وغالبًا ما تظهر الغدد الليمفاوية المتضخمة تحت الذقن بعد إصابة الجلد حول منطقة الرأس.

في بعض الحالات، تنتشر العدوى الموضعية إلى الأنسجة الموجودة تحت الجلد، كالعضلات والعظام مما قد يؤدي إلى ظهور علامات العرج على القط.

“اقرأ أيضًا: التهاب جفن القطط

تشخيص مرض السل عند القطط

يتم الاشتباه في إصابة القط بمرض السل بعد ملاحظة الأعراض السريرية، ولكن لا يسمح ذلك بتشخيص العدوى، لذلك يتم إجراء عدد من الاختبارات التشخيصية والتي قد تشمل:

  • الأشعة السينية للكشف عن أي انتشار للعدوى إلى الرئتين والعظام وأعضاء البطن.
  • اختبارات الدم للكشف عن فقر الدم و/أو فرط كالسيوم الدم.
  • اختبار الجلد لتشخيص مرض السل ولكن لا يعتمد عليه في القطط وبالتالي لا يتم استخدامه.
  • عينة أو خزعة من الأنسجة المصابة لتأكيد الإصابة بالمتفطرات.
  • اختبار الزراعة البكتيرية، والذي عادة ما يستغرق عدة أشهر (قد يعطي نتائج سلبية كاذبة).
  • تحليل PCR (اختبار جيني لإثبات وجود المتفطرات والأنواع المسؤولة عن الأعراض).

إذا تم تحديد نوع المتفطرة المسؤولة عن المرض، يتم تقييم خطر انتشار المرض، والمصدر المحتمل للعدوى، والخيارات المتاحة للعلاج.

“اقرأ أيضًا: انتفاخ البطن عند القطط

علاج مرض السل عند القطط

اعتمادًا على شدة الحالة ومنطقة حدوث العدوى، قد يرفض بعض الأطباء البيطريين علاج السل في القطط نظرًا لخطر انتقال العدوى للبشر.

قد تنتقل بعض المتفطرات السلية إلى البشر، لذا يلزم النظر بعناية في العلاج، خاصةً إذا كان هناك اتصال بأشخاص صغار جدًا أو كبار السن أو من يعانون من نقص المناعة. إذا تم إجراء العلاج، فيجب أن يكون هذا العلاج طويل الأمد (لعدة أشهر) ومن المهم مراقبة القط أثناء العلاج، إذ يمكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى آثار جانبية.

في بعض الحالات، تنجح الأدوية في كبح المرض، لكن يتطلب الأمر علاجًا غير محدد المدة. قد يتم إجراء استئصال جراحي للآفات الجلدية الصغيرة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى متابعة العلاج بالأدوية.

بما أن مقاومة الأدوية المضادة للبكتيريا تمثل أحد تحديات علاج السل عند القطط، فإنه عادةً ما يتم استخدام مزيج من اثنين أو ثلاثة من المضادات الحيوية، وتمثل أكثرها شيوعًا ما يلي:

  • الفلوروكينولون: مثل برادوفلوكساسين أو موكسيفلوكساسين.
  • ماكروليد: مثل كلاريثروميسين أو أزيثروميسين.
  • ريفامبيسين.
  • أيزونيازيد.
  • كلوفازيمين.

“اقرأ أيضًا: احمرار وانتفاخ شفاه القطط

التعافي من المرض

إذا وافق الطبيب البيطري على علاج القط من مرض السل، فيجب عزله إلى أن يتم التخلص من البكتيريا المعدية. إذا دخل القط في حالة هدأة، فإن تعافيه من المرض لا يزال غير مضمون. من الممكن أن يتعافى القط من المرض بشكل كامل إذا تم اكتشاف عدوى السل في وقت مبكر، ولمعرفة ما إذا كان القط قد تعافى تماما، يجب العودة إلى العيادة البيطرية لإجراء فحوصات دورية. تتطلب الحالات المتقدمة من مرض السل عند القطط إجراء القتل الرحيم.

يجب أن يُبلِغ الطبيب البيطري مسؤولي الصحة في المنطقة عن اكتشاف عدوى السل، ويجب إجراء اختبار مرض السل لدى أي شخص كان على اتصال مع القط.

للوقاية من مرض السل: يجب منع القط من شرب الحليب غير المبستر، وفي حال تم تشخيص إصابة إنسان بالسل، فيجب عليه الابتعاد عن الحيوانات الأليفة حتى لا ينشر العدوى.

“اقرأ أيضًا: احمرار منطقة الإخراج عند القطط

الأسئلة الشائعة

تشمل أهم الأسئلة الشائعة حول مرض السل في القطط ما يلي:

هل القطط تسبب مرض السل للانسان؟

تشكل جميع المتفطرات التي تؤدي إلى مرض السل عند القطط خطرًا على الإنسان (والحيوانات الأخرى أيضًا)، على الرغم من أن خطر انتشار العدوى من القطط إلى البشر أو الحيوانات الأخرى منخفض للغاية.

ما هو مآل القطط المصابة بمرض السل؟

يعتمد مآل القطط المصابة بمرض السل على نوع المتفطرة المسؤولة عن العدوى وشدة العدوى ومدى انتشارها. وعلى الرغم أن العديد من الحالات، خاصة تلك التي تسببها المتفطرة (M. microti)، قد تستجيب بشكل إيجابي للعلاج، إلّا أنه غالبا ما يتم اعتبار المآل سيئًا.


أخيرًا، لمزيد من المساعدة والنصائح حول مرض السل عند القطط (Tuberculosis in Cats)، والالتهابات البكتيرية بشكل عام، استشر الطبيب البيطري.

مقالات ذات صلة