ارتجاف القطط؛ تعرّف على أبرز الأسباب وطرق العلاج
ارتجاف القطط (أو أيضا الارتعاش أو الرجفة أو الرعشة) هي حالة تحدث لعدة أسباب، لكن ليس جميعها خطيرا أو يدعو للقلق. إليك أسباب وطرق علاج ارتعاش أو ارتجاف القطط.
محتوى المقال
ارتجاف القطط (Trembling in Cats)؛ ويُعرف أيضا بالارتعاش أو الرجفة؛ هي اهتزاز لا إرادي يمكن أن يصيب منطقة واحدة من الجسم مثل الرأس أو الذيل، أو قد يؤثر على الجسم كله. تعرّف على أسباب وطرق علاج ارتجاف أو ارتعاش القطط.
ما هو ارتجاف القطط؟
الارتجاف أو الارتعاش هو حالة ترتعش فيها العضلات بصورة لا إرادية، وهي يمكن أن تصيب القطط والحيوانات الأخرى لأسباب مختلفة. غالبًا ما ترتعش العضلات كاستجابة للانفعالات أو المهيجات ولا ترتبط بالضرورة بأي مشكلة طبية. من الممكن أيضًا أن يكون سبب رعاش أو ارتجاف القط هو حالة وراثية لا يمكن علاجها، ولكنها ليست خطيرة.
في بعض الحالات، تكون رجفة القطط دليلًا على مرض أو اضطراب آخر. يمكن أن تكون بعض الحالات الطبية التي تسبب ارتعاش العضلات شديدة وقد تكون مهددة للحياة. لذلك، اطلب العناية البيطرية إذا استمر ارتجاف القط.
أعراض رعاش القطط
يمكن أن يتخذ ارتعاش أو ارتجاف القطط عدة أشكال. يمكن أن يحدث الارتجاف بسرعة مع حدوث الحركات في تتابع سريع، أو قد يحدث بوتيرة أبطأ غالبًا ما يوصف بأنه ارتعاش العضلات أو الارتجاف الحزمي.
قد يكون ارتجاف القطط موضعيًا، بمعنى أنه يؤثر فقط على جزء معين من الجسم. غالبًا ما يصيب الارتعاش أو الارتجاف عند القطط إذا كان موضعيًا الرأس أو الأرجل الخلفية. يمكن أن يكون ارتعاش العضلات عامًا أيضًا، بمعنى أنه يؤثر على الجسم بالكامل.
في كل من الرعشة الموضعية والمعممة، قد تكون الحركة مستمرة أو عرضية. يمكن أيضًا ملاحظة أعراض إضافية، تبدو غير ذات صلة، اعتمادًا على السبب الكامن وراء المشكلة، مثل:
- الرعاش أو الارتجاف غير المنضبط.
- التحسس من اللمس.
- الخدش المتكرر.
- الألم والأصوات التي قد تكون مرتبطة بالألم.
“اقرأ أيضًا: سعال القطط“
أسباب وطرق علاج ارتجاف القطط
تشمل أبرز 10 من أسباب ارتجاف القطط ما يلي:
1. متلازمة فرط الإحساس السنورية
متلازمة فرط الإحساس السنورية هي حالة غير معروفة السبب تتمثل في زيادة غير طبيعية للمؤثرات الحسية، وهي عادة ما تكون عرضًا لمرض أو حالة صحية كامنة في الجسم، ويمكن أن تصيب القطط في أي عمر، كما أنها ليست مرضًا عصبيا تنكسيًا، وليست قاتلة على الرغم من أنها قد تؤدي إلى الإصابة بعدوى ثانوية في الجلد واضطرابات سلوكية شديدة.
يمكن ملاحظة الأعراض التالية عند جس القط على الجانبين ومنطقة أسفل الظهر، خاصة عند القطط كبيرة السن:
- ارتعاش العضلات واهتزازها مع أخف لمسة.
- قد يدخل القط في نوبات مشابهة لما يحدث عند حدوث نوبة صرع.
- توسع بؤبؤ العين ويصبح القط مضطربًا، ويحاول خدش المنطقة وقد يعاني حتى من الهلوسة.
العلاج
يركز علاج ارتجاف القطط الناجم عن فرط الإحساس على تقليل المنبهات المجهدة التي تمنع القط من الهدوء. من الناحية التطبيقية، يمكن تكييف بيئة القط لتقليل توتره وقلقه من خلال:
- استخدام الفيرومونات الاصطناعية.
- اللعب مع القط وتحفيزه إذا كان ذلك ممكنًا. استخدام أعمدة الخدش وأشجار القطط وأشكال أخرى من الإثراء البيئي للقطط.
في الحالات الشديدة، يجب إضافة العلاج الدوائي لتقليل حالة القلق.
2. نوبات اصرع
تحدث نوبات الاختلاج أو الصرع عند القطط بسبب مشكلة عصبية وتتميز بمظاهر جسدية معينة. يمكن أن تكون الهزات والتشنجات العضلية طفيفة أو شديدة لدرجة أنها تهدد حياة القط، كما قد يعاني القط أيضًا من:
- فرط سيلان اللعاب.
- فقدان الوعي.
- عض الشفاه وأعراض أخرى.
يمكن أن تؤثر التشنجات على عضلة معينة أو مجموعة عضلية (الصرع البؤري) أو كل العضلات (الصرع المعمم).
تتراوح أسباب نوبات الصرع عند القطط من:
- أمراض ومشاكل الدماغ.
- تسمم.
- أمراض الكبد أو الكلى.
- نقص الثيامين.
- مشاكل الأوعية الدموية.
تتراوح تشنجات القطط من البسيطة قصيرة المدة إلى الشديدة التي تصيب كامل الجسم وتستمر لعدة دقائق، ويمكن أن تؤدي هذه الأخيرة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، بحيث تشكِّل خطورة كبيرة على القط، خاصةً إذا استمرت لأكثر من 10 دقائق.
العلاج
يعتمد علاج ارتعاش أو ارتجاف القطط في حالة النوبات على استخدام الأدوية لتقليل شدة وتكرار نوبات الاختلاج، وعادة ما يتم إعطاء دواء فينوباربيتال. يساعد هذا الدواء أيضًا في منع نوبات الاختلاج الشديدة التي تستمر لأكثر من عشر دقائق.
في حال حدوث نوبة شديدة تستمر لأكثر من 10 دقائق، فإنه يجب اصطحاب القط فورًا إلى الطبيب البيطري، حيث يتم استخدام مضادات الاختلاج الوريدية أو الديازيبام.
3. نقص سكر الدم
قد تعاني القطط أيضًا من تشنجات نتيجة نقص نسبة السكر في الدم (انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم). عندما تنخفض نسبة السكر في الدم، تظهر على القطط مشاكل مثل فقدان الوعي والدوخة والرعشة.
تتراوح الأسباب من:
- عدم السيطرة على مرض السكري لدى القطط المصابة.
- ورم البنكرياس.
- مرض الكبد.
- عدوى جهازية.
- سوء الامتصاص المعوي.
- عدم تناول الطعام لفترة طويلة.
إلى جانب الارتجاف، قد تظهر على القطط المصابة بنقص سكر الدم الأعراض التالية:
- تسارع معدل ضربات القلب.
- الارتباك.
- تغير الشهية.
- الاكتئاب.
- مشاكل الرؤية.
- خفقان القلب،.
- الرنح.
- الضعف والخمول.
العلاج
يتم علاج نقص السكر في الدم عن طريق إعطاء الدكستروز في الوريد. يمكن أيضًا تجربة وضع العسل على حواف فم القط ليتم امتصاص السكر بسرعة، وهو حل مؤقت وليس بديلاً عن العلاج الطبي.
يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات إذا كان سبب نقص السكر في الدم هو تلقي القط لجرعات عالية من الأنسولين.
“اقرأ أيضًا: تورم كفوف القطط“
4. الألم
يمكن ملاحظة ارتجاف القطط إذا كانت تعاني من مشكلة مؤلمة مثل التهاب المفاصل أو هشاشة العظام أو الإصابات، وقد تعاني من اضطرابات المزاج فضلًا عن الارتعاش. يمكن أن يكون الألم أيضًا ثانويًا لمرض عضوي شائع لدى القطط كبيرة السن، مثل التهاب البنكرياس أو أمراض الجهاز الهضمي.
من المحتمل أن القط يعاني من الألم إذا كان:
- يختفي في أغلب الأحيان.
- يعاني من اضطرابات سلوكية.
- قليل النشاط.
- يرفض اللعب.
- يتوقف عن القفز.
العلاج
يتم علاج الألم عند القطط دوائياً من خلال استخدام الأدوية المسكنة أو المضادة للالتهابات. في الحالات الشديدة، يمكن استخدام المواد الأفيونية كالبوبرينورفين أو الميثادون.
يجب علاج سبب الألم إذا كان ذلك ممكنًا، لأن الألم المزمن يمكن أن يؤثر بشكل خطير على نوعية حياة القط.
5. التسمم
يمكن أن ينجم ارتجاف أو ارتعاش القطط عن التعرض لمادة سامة أو ابتلاع شيئ سام مثل نبات أو دواء أو منتج كيميائي سام. يمكن أن يؤدي التسمم عند القطط إلى ظهور أعراض مختلفة جدًا اعتمادًا على نوع السم، ولكنها تشمل عادةً:
- أعراض هضمية مثل القيء والإسهال.
- أعراض عصبية مثل الارتعاش.
- علامات القلب والجهاز التنفسي مثل شحوب الأغشية المخاطية وبرودة الأطراف واضطراب ضربات القلب.
العلاج
يمكن استخدام ترياق محدد لعلاج التسمم في بعض الحالات. لكن في معظم الأحيان لا يمكن القيام بذلك، ويشمل العلاج في هذه الحالة:
- افتعال القيء
- الفحم.
- غسيل المعدة.
من المحتمل أن يتم اللجوء إلى استخدام العلاج الداعم مثل العلاج بالسوائل. لا تحاول افتعال القيء في المنزل دون توجيه من الطبيب البيطري. إذا لم يكن لديك الوقت للذهاب إلى الطبيب البيطري، فاتصل به واتبع إرشاداته.
6. التهاب الجلد
يمكن أن يكون سبب ارتجاف القطط هو إصابتها بمشاكل جلدية ناجمة عن طفيليات خارجية، مثل البراغيث والقمل والعث والقراد وغيرها. يمكن أن تؤدي هذه الطفيليات إلى آفات جلدية تسبب عدم الراحة، والإفراط في لعق الجسم، ومشاكل النوم فضلًا عن الارتعاش.
العلاج
يعتمد علاج التهاب الجلد القطط على السبب الكامن وراءه:
- الطفيليات الخارجية: يجب استخدام علاج فعال للتخلص من هذه الطفيليات، وكذلك اتخاذ تدابير وقائية ضدّها.
- حالة أو مرض جلدي: يجب تشخيص هذا المرض وعلاجه من طرف الطبيب البيطري لوقف ارتجاف القط.
“اقرأ أيضًا: عطس القطط“
7. ارتفاع حرارة الجسم
إذا كانت درجة حرارة جسم القط تزيد عن 39.2 درجة مئوية / 102.5 درجة فهرنهايت، فهو يعاني من ارتفاع الحرارة، وهي حالة غالبًا ما يشار إليها باسم ضربة الشمس. تشمل أعراض ضربة الشمس عند القطط ما يلي:
- تشنجات أو ارتجاف.
- التقيؤ.
- اللهاث المفرط.
- اضطراب نظم القلب.
- نقص الأكسجين.
العلاج
يتمثل العلاج في تبريد الجسم، ويمكن القيام بذلك عن طريق تبليل الملابس ووضع الكمادات الباردة، وكذلك استخدام السوائل لترطيب الجسم وتبريده داخليًا. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام أدوية إضافية كمضادات القيء أو واقيات المعدة أو غيرها. في أسوأ الحالات، سيحتاج القط إلى دخول المستشفى البيطري.
8. انخفاض حرارة الجسم
يمكن أن يحدث ارتجاف القطط أيضًا بسبب انخفاض درجات الحرارة الخارجية، بحيث تقل درجة حرارة الجسم إلى ما دون 35 درجة مئوية (95 درجة فهرنهايت). إلى جانب الارتجاف، تظهر على القطط المصابة بانخفاض حرارة الجسم:
- جفاف الجلد.
- الخمول.
- تباطئ التنفس ومعدل ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- نقص سكر الدم.
- فقدان النظر.
- إغماء.
العلاج
يجب علاج انخفاض درجة حرارة الجسم عند القطط في أسرع وقت ممكن لتجنب فشل الأعضاء. يتمثل العلاج في زيادة درجة حرارة الجسم عن طريق لف القط في بطانية، واستعمال الحقن الشرجية أو السوائل الدافئة، وزيادة الجلوكوز بالأدوية إذا كان يعاني من نقص السكر في الدم.
يجب عدم زيادة درجة حرارة جسم القط بشكل مفاجئ. مثلًا، لا يمكن وضع قط درجة حرارة جسمه منخفضة في حمام ساخن، لأن ذلك يؤدي إلى حدوث صدمة قاتلة.
التعافي من المرض
يعتمد تعافي القط من الارتعاش على السبب الكامن وراءه. في بعض الحالات، قد لا يختفي الارتعاش أبدًا، ولكن لا يزال من الممكن أن يعيش الحيوان الأليف حياة طبيعية. إذا كان سبب المشكلة قابلاً للعلاج، فإن القط سيتعافى تمامًا طالما أن جسمه يستجيب جيدًا للعلاج.
قد تستجيب بعض أسباب ارتجاف القطط بشكل سيء للعلاج، وفي هذه الحالة، قد لا يكون التعافي ممكنًا. ومع ذلك، فإن رعايتك ودعمك لحيوانك الأليف سيحسن بشكل كبير من نوعية حياته.
“اقرأ أيضًا: ضيق التنفس عند القطط“
طرق للوقاية
للوقاية من ارتجاف القطط، يمكن اتباع النصائح التالية:
راقب عادات الأكل الخاصة بقطك
إن إطعام القط بضع وجبات صغيرة خلال اليوم يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم، مما يضمن عدم ارتفاعها أو انخفاضها.
ابقِ القط بعيدًا عن المواد السامة
إن الكثير من الأطعمة البشرية الشائعة تعد سامة للقطط، مثل القهوة والكحول والشوكولاتة، بالإضافة إلى عدد من النباتات المنزلية، لذلك تأكد من عدم وصول قطك إليها.
اعمل تحاليل دم روتينية
يمكن أن يساعد القيام بتحاليل الدم على نحو روتيني في التشخيص المبكر للعديد من الأمراض، وبخاصة أمراض الكلى. يساعد الكشف المبكر عن هذه الأمراض في علاجها سريعًا والحد من مضاعفتها.
ابق القط دافئًا خلال فصل الشتاء
القطط حساسة بشكل خاص للطقس البارد، وهذا هو سبب ولادتها عادةً في الربيع والخريف. لذلك، تأكد من بقاء قطك دافئًا خلال فصل الشتاء.
غيّر بيئة القط بصورة تدريجية
من المعروف أن القطط ترتجف عند شعورها بالخوف، كما أن تغير بيئتها بشكل مفاجئ يُصيبها بالإجهاد والتوتر. حاول ألا تضع قطك في مكان غير مألوف أو قم بذلك تدريجيًا. على سبيل المثال، إذا كنت مضطرًا للسفر مع قطك، فخذ معك الألعاب والبطانيات التي يحبها. إذا قمت بتبني حيوان آخر، فقدمه تدريجيًا ولا تقم بفرضه على القط مباشرة.
“اقرأ أيضًا: التهاب الجيوب الأنفية عند القطط“
الأسئلة الشائعة حول ارتجاف القطط
تشمل أبرز الأسئلة الشائعة حول رعاش أو ارتجاف القطط ما يلي:
كيف يبدو رعاش القطط؟
يمكن ملاحظة رعاش القط وهو مستيقظ، أي أنه لا يحدث خلال النوم. يبدو وكأنه اهتزاز لا يمكن السيطرة عليه ويمكن أن يكون موضعيًا في جزء واحد فقط من الجسم أو معمم بحيث يؤثر على الجسم كله.
ما سبب اهتزاز الرأس عند القطط؟
هناك عدد من الأسباب المحتملة لاهتزاز رأس القطط، ومن بينها نقص تنسج المخيخ. تسبب هذه الحالة رعشات مؤقتة في رأس القط حيث يهتز بشكل لا يمكن السيطرة عليه نتيجة لتلف المخيخ.
لماذا ترتجف القطة أثناء النوم؟
ارتجاف القطط أثناء النوم له عدة أسباب محتملة. أحد هذه الأسباب هو حركة العين السريعة أثناء النوم. إذا كان الأمر كذلك، فإن هذا السلوك طبيعي ولا يدعو للقلق.
ختامًا، ارتجاف القطط (Trembling in cats) ليس دائمًا أمرًا يدعو للقلق. ومع ذلك، يجب دائما مراقبة القط جيدًا، فمن غير المستبعد أن ترتجف القطط بسبب مشكلة صحية.
